عصى فرنسا الغليظه..وقادة الانقلاب فى مالى…
تانيد ميديا: تعتبر فرنسا تبعية الدول الافريقيه -خصوصا لفرنكفونيه منها- حق طبيعي لها،لذلك رسمت فرنسا للقاده الافارقه خطوطا حمراء لايمكن تجاوزها هي عدم الانفلات من قبضتها وبشكل يضمن لها مصالحها.
الفكره الاستعماريه هذه، والشراكه الاقتصاديه والامنيه الغير متكافئه القائمه على اساس (رابح وخاسر) وضع السياسه الخارجيه الفرنسيه اتجاه افريقيا فى صورة لم تكن واضحة المعالم.
ومن مازاد طين بله هو عدم نجاعة السياسات الفرنسيه الامنيه ؛ وفشل الخطط الاقتصاديه فى افريقيا ،عرض الاخيره الى مزيد من عدم الاستقرار نتجت عنه انقلابات عسكرية وازاحات عن السلطه حدثت احيانا بشكل غير سلس،
كان اخر سلسلسة تلك الانقلابات الانقلاب الاخير الذى قاده الشاب القوى فى الجيش المالى الكوننيل هاشمى كويتا على سلفه.
تحامل فرنسا على قادة الانقلاب برهن على انها مازالت تتعاطى مع القاده الافارقه بعقليه “فوكار” رجل الاعمال الفرنسى الذي اسندت اليه المخابرات الفرنسيه هندسة انظمة الحكم فى افريقيا….حماية رئيس صديق بغض النظر عن فساده…والاطاحه بأخر من اجل شريك مستقبلى افضل….!
وياخذ هذ النهج التاريخى لفرنسا وجاهته من خلال الدرس الموريتانى ايام حكم هيداله ؛عندما اراد الانضمام الى محور الجزائر بامكو هذ التوجه اغضب فرنسا فدبرت له انقلابا اشرف عليه شخصيا الجنرال الفرنسي (لاكاز) بتنسيق مع ولد الطايع،.كما أنزعجت ايضا من معاويه ولد الطايع عندما توجه شطر الولايات المتحده الامريكيه.
الاشد اثارة في هذ الخصوص الموقف الشجاع الذى أقدم عليه الرئيس الروندى- لم يسبقه له احدا من القاده الافارقه حيث اخرج كاجيم روندا نهائيا من دائرة النفوذ الفرنسي؛ واستخلف للغة الانكليزيه بدل الفرنسيه.
ان قطع العلاقات الماليه الفرنسيه ،واستنكاف قادة الانقلاب عن فرنسا نحو الروس هو بمثابة موت سريري للمنظومه الامنيه لدول الساحل G5 التى تعتبر فرنسا راسها ومالى قلبها النابض، هذه النتيجه سوف تجعل قادة الانقلاب فى مالى امام تحدى كبير خصوصا مع تلويح الاتحاد الافريقى والدول الفربيه بقيادة فرنسا بحصار مالى اقتصاديا.
المخرج الاستيراتيجى امام مالى فى الوقت الراهن هو موريتانيا التى تشكل المنفذ الوحيد لنقل البضائع اليها..اعتقد ان السياسه الخارجيه المورتانيه سيكون لها من الحصافه ان لاتكون شريكا فى تحويع الشعب المالى وازعاج دوله جاره وشقيقه، عرفت بمسارها التاريخى النظيف مع مورتانيا.
ويبقى السؤال الاكثر الحاحا اليوم هل سيصمد قادة الانقلاب امام عصى فرنسا الغليظه…؟ الايام القادمه هي وحدها الكفيله بالاجاب.